* حـســـن هـــــدايـــــــــت * ترجمة: فرزدق الأسدي ©️ |
خاص آی فیلم: بعد نجاح فيلم "بنت من لرستان" أعد عبدالحسين سپنتا بمناسبة مهرجان "ألفية الفردوسي" التي أقيمت عام 1934 فيلما حمل عنوان "الفردوسي،" وبميزانية من قبل وزارة الثقافة والتي كانت تعرف آنذاك باسم وزارة المعارف.
نالت الرقابة من الفيلم بسبب مشاهد كانت تظهر السلطان محمود الغزنوي، لم ترق لرضاخان، مدعياً أنها غير مناسبة؛ و تم اقتطاع هذه المشاهد، كما تمت إعادة تصوير مشاهد أخرى من الفيلم. ونهاية وصل الفيلم إلى مهرجان ألفية الفردوسي مقطع الأوصال؛ كما أنه لم ينجح في عرضه العام.
أعد عبدالحسين سپنتا بعد فيلم الفردوسي ثلاثة أفلام و هي: "شيرين و فرهاد"؛ و"عيون سوداء"[چشمان سیاه]؛ و"ليلي و مجنون".
كل هذه الأفلام كانت تطرح قصصاً غرامية كلاسيكية. حققت الأفلام الثلاثة والتي كانت بإخراج و سيناريو و تمثيل سپنتا نجاحاً تجارياً بسيطاً تزامن مع عوائق وضعها مالكو دور العرض، و تجاهل المسؤولين الحكوميين، مما أدى إلى إحباط في نفسية سپنتا صرفه عن مواصلة المسير؛ و تخلى عن العمل في السينما عملياً.
حتى نهاية حياته في عام 1970 لم ينتج عبدالحسين سپنتا سوى بضعة أفلام غير احترافية في صنف 8 مليم.
فضلاً عن أوگانيانس و سپنتا كان هناك شخص آخر عمد على العمل في السينما خلال هذه الفترة. و هو "إبراهيم مرادي"؛ حيث كان قد أعد فيلما باسم "ثأر الأخ"[انتقام برادر] عام 1932 أي قبل فيلم "آبي و رابي" لكنه ما استطاع إكمال تصويره و ظل الفيلم غيرمنجز.
أول فيلم كامل أعده إبراهيم مرادي حمل اسم "المتلهفة"[بوالهوس] و عرض بطهران عام 1934 و ذلك بعد أشهر من عرض فيلم "بنت من لرستان". لاقى هذا الفيلم مصير فيلم "الحاج آغا الممثل السينمائي" أيضاً؛ و فشل تجاريا.
حتى عام 1941 بقيت دور السينما مسخرة من قبل الأفلام الأجنبية. مالكو دور العرض والذين كان أكثرهم من غير الإيرانيين عمدوا على تشديد هذه الوتيرة و تأصيلها، و ذلك من أجل الحصول على أرباح أكثر.
بدأت الحرب العالمية الثانية عام 1939 و ذلك بغزو ألمانيا لبولندا. نظراً لما كان يتمتع الألمان من حضور و تأثير في إيران آنذاك، و بعد إنذارين، دخلت قوات التحالف في سبتمبر عام 1941 إيران من غربها و شمالها و جنوبها.
تم عزل رضاشاه عن الحكم؛ و عيّن ابنه "محمدرضا" لكي يتولي الملكية. و غزت أفلام التحالف بعد ذلك دور السينما بطهران و سائر المدن الإيرانية؛ شأنها شأن الجمتع الإيراني.
شكلت دبلجة الأفلام الأجنبية نهوضا ثانياً للسينما الإيرانية. و أرسى دعائم النهوض ذاك فيلم "عاصفة الحياة"[توفان زندگی] الذي أنتج عام 1948.
دبلجة الأفلام كانت تتم في الغالب على يد الدكتور "إسماعيل كوشان". و بعدها و بالتعاون مع شخص يدعى "علي دريابيگي" والذي كان من خريجي مدرسة التمثيل في برلين تم إنتاج فيلم عاصفة الحياة.
كان دريابيگي مخرج الفيلم؛ و الدكتور كوشان المصور؛ كما كتب موسيقي الفيلم الموسيقار الإيراني الشهير روح الله خالقي.
بعد نجاح هذا الفيلم عمد الدكتور كوشان على تأسيس "إستوديو پارس"؛ وقام فيه بإخراج فيلم "سجين الأمير"[زندانی امیر]. حقق هذا الفيلم أرباحاً مقبولة؛ و هذا ما حدى بالدكتور كوشان لكي يواصل المسيرة.
بعد عام تم عرض فيلم "هزلية الربيع"[واریته بهاری] الغنائي بإخراج پرويز خطيبي. كان لخطيبي ماض طويل في كتابة الأشعار و المسرحيات الهزلية. أعد خطيبي فيلمه مع ممثلين صاروا بعد ذلك من أهم و أعرق الممثلين في السينما الإيرانية؛ يمكن الإشارة منهم إلى: ناصر ملك مطيعي، و تقي ظهوري، و عزت الله إنتظامي، و عبدالعلي همايون، و نصرت الله كريمي و عبدالله محمدي.
و بعد عدة تجارب فاشلة أنتج الدكتور كوشان فيلم "الخجلان"[شرمسار]؛ أدت موارده العالية إلى تشجيع المنتجين على مواصلة الطريق.
تم عرض فيلم "الخجلان" والذي شاركت فيه "دلكش" إحدى المغنيات الشهيرات آنذاك عام 1951 و حقق نجاحاً كبيرا.
و بعد هذا النجاح دأب إسماعيل كوشان و على مدى ثلاثين عاماً بإنتاج و إخراج الأفلام السينمائية والتي كان معضمها تاريخياً و أسطوريا، كما اعتبر من الرواد في الكثير من الشؤون الفنية في إنتاج الأفلام و إخراجها.
و بعد النجاح الذي حققه فيلم الخجلان ازداد حجم الإنتاج السينمائي. حيث شهد عام 1951 إنتاج ستة أفلام هي: فيلم "سكرة الحب"[مستی عشق] إعداد إسماعيل كوشان؛ والذي حقق له نفس النجاح التجاري الذي حققه فيلم الخجلان؛ و فيلم "قاصم الظهر"[کمرشکن] إخراج إبراهيم مرادي؛ و فيلم "القفازات البيضاء"[دستکش سفید] إخراج پرويز خطيبي؛ و فيلم"پريچهر"إخراج فضل الله بايگان؛ و فيلم"رؤيا ذهبية"[خواب های طلایی] إخراج غلام علي فكري؛ و فيلم"الصيد البيتي"[شکار خانگی] إخراج على دريابيگي.